American Television News
News & Media Production
في كوريا الشمالية الدولة الملحدة لا إله إلا كيم
بقلم أحمد فتحي
تعيش كوريا الشمالية في عزلة تامة عن ثورة تكنولوجيا المعلومات التي اجتاحت العالم. في حين أن البلدان الأخرى تتبادل المعلومات بسرعة ودون حواجز، إلا أن كوريا الشمالية تحيط نفسها بجدران حديدية. الشعب الكوري الشمالي يعيش في سجن كبير يسمى دولة، لكنه أشبه بمقبرة جماعية ضخمة، حيث تفرض الحكومة قيودًا صارمة على حقوق الإنسان، وتجبر الشعب على السمع والطاعة، ومن يخالف يواجه القتل أو السجن والتعذيب.
تصنف القيادة الكورية الشمالية ضمن أسوأ القادة عبر التاريخ، حيث يعيشون في عالم من الوهم، معتقدين أن الحقيقة لن تتسرب من سجونهم. في الحقيقة، أصبحت كوريا الشمالية سجنًا كبيرًا لشعبها.
أحدث تقرير حقوق الإنسان لحرية العقائد الدينية في كوريا الشمالية كشف عن انتهاكات واسعة وجرائم ضد الأقليات الدينية، خاصة المسيحيين. يعتبر النظام الديني في كوريا تهديدًا مباشرًا لعبادة الشخصية الرسمية في الدولة. التقرير الذي أعدته لجنة تحقيق حقوق الإنسان في كوريا الشمالية حول انتهاكات حرية الفكر والتعبير والدين، كشف أن كوريا الشمالية تحتكر المعلومات وتسيطر بشكل كامل على الحياة الاجتماعية، وتحرم شعبها من حق حرية الفكر والدين والتعبير.
أشار التقرير إلى أن الدولة تدير نظام تلقين عقائدي شامل يبدأ من الطفولة، وينشر عبادة الشخصية الرسمية والولاء المطلق للقائد الأعلى. تستخدم كوريا الشمالية الدعاية لنشر الكراهية تجاه أعداء الدولة مثل اليابان وأمريكا وكوريا الجنوبية.
تعتبر كوريا الشمالية انتشار الأديان تهديدًا خطيرًا، وتفرض عقوبات صارمة على المتدينين. رغم وجود كنائس تحت سيطرة الدولة، يُمنع المتدينون من ممارسة شعائرهم، ويواجهون الاضطهاد إذا ضبطوا بممارسة شعائر دينية.
أكد التقرير الحقوقي أن كوريا الشمالية تعد من أكثر الدول اضطهادًا للأديان في العالم، حيث تصدرت القائمة على مدار 16 عامًا متتالية وفقًا لقائمة الرصد العالمي لعام 2017 التي أعدتها منظمة أوبن دورز.
رغم أن كوريا الشمالية تعترف ظاهريًا بحرية الدين في دستورها، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا، حيث تنظر الحكومة إلى جميع المعتقدات الدينية على أنها خرافات وتُجبر شعبها على عبادة القائد باعتباره الإله الأوحد.
أكد التقرير أن كوريا الشمالية تعتبر "مقبرة" للمتدينين، بناءً على شهادات المنشقين الكوريين الشماليين. يشير التقرير إلى دور المجتمع الدولي في تحقيق حرية الدين في كوريا الشمالية.
في عيون كيم، يعتبر المتدينون إرهابيين لأنهم لا يعبدونه. يتعرض المتدينون للاعتقال والتعذيب والقتل بوحشية أشد من المتهمين بجرائم قتل وتجارة المخدرات. تعاني الأسر المسيحية من السجن والقتل في معسكرات مخصصة لاعتقالهم وتعذيبهم.
ذكر ديفيد كاري، رئيس منظمة أوبن دورز في أمريكا، في يناير 2017 أن في كوريا الشمالية يمكن أن يُقتل الفرد لمجرد ضبطه بالكتاب المقدس، ويُعاقب أفراد أسرته لثلاثة أجيال إذا اكتشفوا اعتناقه أي مذهب ديني.
قبل استقلال كوريا عن اليابان عام 1945، كان هناك انتشار واسع للمسيحية في الشمال مقارنة بالجنوب. ومع تأسيس النظام الشيوعي في كوريا الشمالية عام 1948، قُمع الدين بشدة. قاد كيم إل سونغ حملة لتصفية المتدينين وتصفيتهم، واعتبر الدين أفيون الشعب.
في عام 1950، خلال الحرب الكورية، قتل جيش كوريا الشمالية المسيحيين بلا هوادة. تمثال كيم إل سونغ تم بناؤه فوق أنقاض كنيسة، في إشارة واضحة إلى قمع الدين.
تتبع كوريا الشمالية عشر مبادئ لتأسيس نظام أيدولوجية واحدة تهدف إلى إجبار الشعب على عبادة القائد باعتباره الإله الأوحد، متجاهلة الدستور ومواثيق حزب العمل.
تشكل الجماعات الدينية المزيفة مثل الاتحاد المسيحي الكوري واجهة للدعاية الدولية، وتدير كنائس ومعابد بوذية تحت سيطرة الدولة. أكدت شهادات المنشقين أن المنشآت الدينية مجرد واجهات سياحية بغرض الدعاية الدولية.
المتدينون في كوريا الشمالية يواجهون عقوبات قاسية لمجرد امتلاكهم كتابًا دينيًا، ويُلقون في معسكرات الموت. تزعم
السلطات أنها تحمي حرية الدين، ولكنها في الحقيقة تعتبر المعتقدات الدينية أفيون الشعب وتعمل على القضاء عليها.
يزداد عدد المنشقين عن كوريا الشمالية الذين يعتنقون المسيحية سراً. مع تصاعد القمع الديني في عهد كيم يونغ أون، ازدادت ممارسات القمع ضد المتدينين بشكل كبير.
في النهاية، تعتبر كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول اضطهادًا للأديان في العالم، حيث تواجه الأقليات الدينية قمعًا وحشيًا وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل مستمر.